من اعلام اليمن الاستاذ قاسم صالح المصباحي
من اعلام اليمن الاستاذ قاسم صالح المصباحي
نبذة عن حياة الوالد الفاضل الأستاذ قاسم صالح عبدالله المصباحي
-ولدفي العام 1930م بقرية المصباح مديرية وصاب السافل محافظة ذمار ولد يتيم الأب لاسرة ريفية فقيرة،وكان لوالدته الكريمة عظيم الفضل في تربيته ورعايته والحرص على تعليمه مع اقرانه في معلامة القرية حتى سن العاشرة حين شاءت الاقدار انتقاله الى صنعاء.
- كان العام 1940م عام الانتقال إلى صنعاء في سن مبكرة والانضمام إلى مدرسة الايتام الابتدائية بعد رحلة شاقة بالاقدام لعشرة ايام،وهنا بدأت مرحلة الدراسة من الصف الرابع والتحصيل العلمي في حاضرة اليمن صنعاء في بيئة مختلفة كلياً عن حياة الريف حيث استطاع الاندماج فيها مع زملائة وفهم ظروف واحوال البلاد المختلفة،وقداحب صنعاء كثيرا، أحب مساجدها وكان راصدا لتنوعها وتاريخها وزخرفتها، وكذلك بساتينها واسواقها واسوارها وتعرف على أهلها الطيبين ومعاناتهم وميزاتهم .
- وقد استكمل تعليمه في المتوسطة والثانوية بعد مدرسة الايتام العام 1948م ،وكان يتطلع إلى اتمام دراسته بالمدرسة العلمية بصنعاء ،وكان من الطلاب الأكثر اجتهادا وتميزا حيث كان يستعان به في نسخ العديد من الكتب بخط يده الجميل.
- في العام 1950م تم اختياره ضمن عشرة من زملائة للسفر إلى اسمرة ضمن برنامج تدريبي لمكافحة آفة الجراد في اليمن بتنظيم من الامم المتحدة منظمة الفاو ولفترة سته أشهر، وبعد العودة من اسمرة إلى مدينة الحديدة مركز مكافحة الجراد بدأ فريق العمل برنامج المكافحة ضمن رحلة عبر محافظة الحديدة جنوبا حتى محافظة تعز ثم إلى محافظة اب مدينة قعطبة آخر محطة في مطاردة الجراد.
- في العام 1951م اثناء تواجده في قعطبة تطوع للعمل بمدرسة الفتح كمدرس لغة عربية والنشاط الرياضي بها وقد بنيت هذه المدرسة النموذجية بهدف تعليم أبناء الجنوب دون غيرهم نظرا لاستهداف سلطات الاحتلال لابناء الجنوب وحرمانهم من التعليم في عدن،وقد تتلمذ على يده العديد من رجالات الدولة في الجنوب امثال علي عنتر وصالح مصلح وعلي شايع هادي ومحمد جرهوم والمفلحي وبن شيهون والعيسائي وغيرهم الكثير واستمر بالتدريس بها حتى العام 1955م .
- العام 1956م انتقل إلى مدينة تعز للعمل بالمستشفى الاحمدي كنائب لمدير المستشفى حتى قيام الثورة المباركة العام 1962م .
وخلال هذه الفترة اكتسب العديد من المعارف والدراية باحوال الناس وامراضهم وافتقارهم لابسط الخدمات والرعاية الصحية وقد كان مجتهدا وصادقا في عمله وخدمة الناس والمرضى من كل محافظات البلاد، وكان له في مدينة تعز أهم محطة في حياته الزواج وتكوين الأسرة ورزقه الله خمسة من الابناء وثالاثا من البنات بعدها .
- العام 1962م مع قيام الثورة مباشرة تم اختياره مع عشرة من زملائة لحظور دورة تدريبية خاصة باعداد الكوادر الادارية القيادية لفترة عام في معهد الادارة العامة بالقاهرة .
- في الفترة 1963م - 1964م عمل مديرا عاما لشؤون الموظفين بديوان عام وزارة الصحة بعد عودته من القاهرة .
- في الفترة 1964م حتى بداية العام 1970م عمل على تاسيس وانشاء الهيئة العامة لشؤون الموظفين حيث تم لاول مرة في البلاد تنظيم ووضع اللوائح المنظمة للوظيفة العامة وكادرها العام وقد شغل فيها الوظائف التالية:
امين عام الهيئة ثم وكيلا للهيئة ثم رئيس للهيئة بالوكالة .
- الفترة من 1970م حتى 1976م شغل وظيفة وكيل وزارة التربية والتعليم ، وكان ايمانه الراسخ بقضية التعليم الذي يمثل المحور الأول والمحرك الرئيس لعجلة التنمية في شتى مجالاتها في بلادنا التي تفتقر وتعاني غياب البنية التحتية للتعليم سواء المدرسة أو المدرس أو المنهج.................وكانت المرحلة بحاجة إلى رجال استثنائيين وقد كان منهم...ومن أهم اسهامته:
أ - نشر التعليم من خلال بناء المدارس ومعاهد المعلمين على نطاق واسع .
ب - الإعداد للمعلم اليمني من خلال الحاق الشباب بمعاهد المعلمين ومن خلال الدورات النوعية بواسطة كوادر عربية محترفة لهم وكذلك تطوير الوسائل التعليمية .
ج - إخراج واقرار المناهج الدراسية اليمنية ومتابعة طباعتها في دول عربية.
د - تطوير التعليم الفني والمهني ونشره في المحافظات والاشراف عليه.
ه - بنا علاقات ثقافية وثيقة مع العديد من الدول العربية والصديقة بغرض استيعاب الشباب اليمني في جامعاتها وفي مختلف التخصصات المطلوبة والملحة لبلادنا.
و - عمل على انشاء ادارة تعنى بمحو الامية وتفيعل دورها الهام.
ز - المشاركة والاشراف على لجان تاسيس جامعة صنعاء.
ح - المشاركة في تنفيذ وانجاح أول تعداد سكاني لليمن العام 1975م بالتعاون مع الجهاز المركزي للاحصاء حيث جرى التعداد بواسطة طلاب المرحلة الثانوية.
- الفترة 1977م حتى 1978م تعين رئيسا لمصلحة اراضي وعقارات الدولة حيث عمل على جمع وثائق اراضي وعقارات الدولة المبعثرة والقيام بتوثيقها وحفظها حيث قام ببناء مبنى خاص بالمصلحة يلبي التطور والحفظ لوثائقها وتجديد عقودها.
- في الفترة من1970م حتى 1978م وضمن النشاط التطوعي رأس تعاون وصابين الفتي حيث اسهم التعاون ورجاله في شق عشرات الطرق المحلية بين القرى والعزل والمراكز في وصابين وبدعم من الاهالي والمغتربين وذلك لكسر العزلة والسماح بدخول الخدمات وخاصة التعليم وبناء المدارس.
- الفترة من 1982م حتى 1988م شغل منصب نائب وزير الادارة المحلية وقد اسهم خلالها تطوير مهام الوزارة وفروعها في المحافظات والمديريات بما يلبي تلك المرحلة وتوفير وبناء المباني الحديثة لمحافظات تعز- إب - البيضاء - ذمار - المحويت - وحجة لاول مرة .
- خلال عضويته في مجلس الشعب التاسيسي وكذلك عضويته في مجلس النواب الفترة من 1978م حتى 1995م ترٱس لجنة التربية والثقافة والخدمات التي بدورها انجزت أكثر من اربعين قانونا.
- وكان له مشاركات عامة منها :
- عضو مؤسس في المؤتمر الشعبي العام.
- شارك في اعداد ومراجعة مشروع الميثاق الوطني.
- شارك في فعاليات الانتخابات البرلمانية والرئاسية حيث رأس لجنة الانتخابات في محافظة صنعاء العام..........
وراس لجنة الانتخابات في محافظة الحديدة العام.........
- شارك في لجان الحل في حرب المناطق الوسطى في سبعينيات القرن الماضي .
وختامه مسك
قام الوالد بنسخ القران الكريم ست مرات أثناء فترة مرضه
- في ابريل العام 2001م اصيب الوالد بجلطة دماغية افقدته الحركة والنطق وشل نصفه الأيمن وقد حمدنا الله تعالى كثيراً وبدأنا معه رحلة العلاج واعادة التاهيل بالعلاج الطبيعي وقد استعاد الوالد النطق خلال بضع شهور وكان لطف الله به وقوة ايمانه ورضاه بما كتبه الله له ،وهنا اطلعنا الوالد أنه كان له امنية وهي يدرس في قعطبة وهي أن يكتب القران الكريم بخط يده ولم أتمكن من ذلك وقتها، وأنا أقول لكم اليوم أنه قد حان الوقت للقيام بذلك! فأنا واثق بأن الله تعالى سيمن علي بالعافية واوفي بوعدي .وافرحنا ذلك كثير وكانت الأسرة كلها داعمة له.
وقد استطاع خلال ثلاث سنوات ونصف من التدريب والجهد أن يستعيد أكثر من ستين بالمئة من خطه الجميل حيث كتب خلال هذه الفترة التدريبية العشرات من الكراسات فيها ما يثلج الصدر من آيات قرانية وحكم وامثلة يمانية وكذلك من عيون الشعر العربي،واهداها لاولاده واحفاده وكانت نبراسا للجميع.
وقد تمكن الوالد أن يخط القران الكريم بخط يده ست مرات متتالية وعلى فترة خمس عشر عاما غير منقوصة بتوفيق من الله تعالى، وكانت كل نسخة جديدة أحسن خطا من السابقة واكبر في الحجم واجمل من ناحية الورق والبراويز والزخرفة، وكان للوالد آليته الخاصة تناسب يده الوجيعة المباركة وكم بذل من الجهد والتعب .
نساله تعالى أن يجزيه خير الجزاء ويسكنه الفردوس الاعلى في الجنة.
ووالدينا ووالديكم وجميع موتى المسلمين والمسلمات.
عن أولاد المرحوم :
عبدالرحمن قاسم صالح المصباحي20/9/2021 .
تعليقات
إرسال تعليق
اهلا بكم